أهمية فرض هيبة الدولة

*أهمية فرض هيبة الدولة* ➖⬛➖ ▪️ تُعد هيبة الدولة من الركائز الأساسية التي تضمن استقرار الوطن وتعزز من قدرة مؤسساته على القيام بدورها في حفظ الأمن وتحقيق العدالة وتقديم الخدمات للمواطنين. وتبرز أهمية فرض هيبة الدولة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد، سواء من نزاعات داخلية، أو تفلتات أمنية، أو محاولات لزعزعة سيادة القانون. ▪️فرض هيبة الدولة يعني تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وتعزيز مؤسسات الدولة على أساس من الشفافية والنزاهة والكفاءة. فبدون وجود دولة قوية تحترمها جميع الأطراف، يصبح من الصعب تحقيق التنمية أو حماية السيادة الوطنية أو حتى الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوداني الغني بتنوعه. ▪️إن بسط هيبة الدولة يسهم في ردع المظاهر السلبية مثل حمل السلاح خارج إطار الدولة، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطرق، ورفض الانصياع للقانون. كما يُعزز ثقة المواطن في الدولة ويشجعه على المشاركة في بنائها بدلًا من اللجوء إلى العنف أو الفوضى لتحقيق المطالب. ▪️ فرض هيبة الدولة السودانية هو مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين، تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وإصلاحًا مؤسسيًا، وحوارًا مجتمعيًا شاملًا، يُفضي إلى عقد اجتماعي جديد يضع السودان على طريق السلام والاستقرار والنهضة

Read more

Continue reading
دفاعا عن المؤسسة

*دفاعا عن المؤسسة* ➖⬛➖ على حكومة دولة البرهان ان تشدد من غلظتها وقوتها في كل الاتجاهات ليس فقط ضرب وردع مليشيات الدعم بل على من يتطاول على الحكومة ومن القبح ان تشاهد اشخاص هنا وهنالك تخرج وتوجه الاساءة الي قائد الجيش والذي يحارب منتسبيه في ميادين القتال ويخرج شخص يوجه قبح اللفظ على قائدهم لابد من التعاطي بكل الحزم على اي شخص من اي مجتمع وتقديمه الي محاكمة وتشديد العقوبة عليه لانها خيانة في زمن الحرب اساءة (على أكد) قبح وجهل وصلف ارعن هذا الامر لا يحدث الا في السودان اذا لم يتعرض هذا الجنجويدي الداخلي وكما تواجه الاتهامات وصكوك الوطنية رسالة على عليها فتنة وخيانة وطنية مكتملة الاركان نحن ندافع على سيادة مؤسسة رجالها يقدمون ارواحهم فداء للوطن ونستهجن هذه السيولة الامنية التي نشاهدها من امثال هولاء و نعلم كيف تتعامل الدول مع مثل هولاء اضربوا المهازل واوقفوا العبث حتي لا يستشري بين اهل السودان. الله غالب *د.عادل المصطفي

Read more

Continue reading
ما تباري الواتس يا كامل.. داخرنك للتقيلة !!

*ما تباري الواتس يا كامل.. داخرنك للتقيلة !!* ➖⬛➖ جاء في الأخبار أن السيد كامل إدريس رئيس الوزراء الجديد تعهد بمعالجة أوضاع الحجاج السودانيين في المواسم المقبلة و صدر ذلك في بيان رسمي موقع بإسمه و صفته الرسمية و ذلك في أعقاب حملة اسفيرية على مواقع التواصل تناولت مآسي الحجيج ..   التصرف جيد و يعكس اهتمام السيد رئيس الوزراء بضيوف الرحمن و لكن هذا المقال هدفه تسليط الضوء على طريقة تفكيرنا و تعاطينا مع الوظائف و الأعمال و المهام الرسمية ..   الإهتمام بحجاج بيت الله الحرام مطلوب طبعا و هي خطوة تستحق الإشادة و التقدير و لكن متابعة أمورهم و بيان مثل هذا الذي صدر كان يجب أن يصدر من رئيس هيئة الحج و العمرة أو وزير الشؤون الدينية على الأكثر .. و إن كان لابد من بيان لرئاسة الوزراء فليكن صادرا ً عن مكتبه و بدلا ً من وعود تحسين خدمات الحج للمواسم القادمة اعتقد أن اللغة يجب أن تكون على شكل تعهد من الرئيس بمراجعة الهيكل الوظيفي لهيئة الحج و العمرة و مراجعة أدائها و التعهد بمحاسبة المقصرين فيها و إعفاء الموظفين المتقاعسين و الفاسدين ..   أرجو ألا يفهم هذا المقال خارج سياقه فالقصد هو أن يهتم السيد رئيس الوزراء بالتخطيط الاستراتيجي لمستقبل البلاد و تكوين حكومته و رسم السياسات و الخطط و البرامج و أن يوكل حل أي مشكلة للوزير المختص ..   البلاد تكتنفها الأزمات من كل النواحي و إذا ظل رئيس الوزراء يتعامل بردود الأفعال الوقتيةو يتابع بنفسه كل ترند يشغل الوسائط و ينبري للرد عليه بنفسه فسيضيع وقت ثمين على حساب المهام الكبرى و التخطيط …   غدا ً سنسمع و ستسمع معنا يا سيدي رئيس الوزراء هاشتاقات و ترندات من على شاكلة *(( انقذوا مركز صحى قرية أم طرقا ً عراض ))* و *(( قرية ود فلان تستغيث))* فهل سيترك رئيس الوزراء شغله و مهامه و ينبري للردود و الوعود ..   المقالات و المنشورات التي تشغل الرأي العام كثيرة و *((بعضها ))* مهم اطلاع الحكومة عليه و في رأيي ان على السيد رئيس الوزراء أن يكلف مكتبه أو مكتب الوزير الأول مثلا ً لينتقوا له خلاصة الخلاصة منها و من ثم يوجه الوزير المختص لإجراء اللازم…   *خاتمة* : وجبات الحجاج متواضعة و مقامهم غير مريح و خدماتهم سيئة و لكن يحب ألا نتعامل بالعاطفة لان ذلك كله سينتهي بعد بضع و عشرين يوما ً و يعود الحجاج لديارهم و ينحروا الذبائح لأن الحج فريضة يؤديها الموسرين و من استطاع إليه سبيلا ً ..بينما البلاد في الداخل تئن من المشاكل المستعصية .. النازحين لا يجدون وجبات من الأساس بل و المواطنين في المدن المحاصرة كالأبيض و الفاشر و حتى العاصمة يفتقدون الكهرباء و مياه الشرب و تنهش أجسامهم الكوليرا و الملاريا و حمى الضنك … سيدي رئيس الوزراء خاتنك للتقيلة .. الأهم .. فالمهم … فالأقل أهمية ..   تحياتي … *د. محمد صالح الشيخابي..* 12 يونيو 2025  

Read more

Continue reading
يأجوج في نيالا ومأجوج في الكفرة !

*يأجوج في نيالا ومأجوج في الكفرة !* ➖◼️➖ حميدتي …حفتر كأنهما خرجا من جُبّ واحد، من رحم الخراب والخذلان، كأن الشيطان قد صاغهما على عجل ثم نفث فيهما من شره، فصارا يؤمان الدم والدمار في بلادٍ أنهكها النزيف، لا فرق بين الوجهين، هما صورة واحدة لعملة مسمومة، من معدن الخيانة المصقول بصوت البنادق ولغة الوعيد   قال لي قريبي من الجزيرة ذات وجع، إن رتلاً من المليشيا دهم دكانه، نهبوا ما طاب لهم، فلما سألهم عن المال قالوا: “نحن ما بندفع، نحن ناس يأجوج ومأجوج”. ثم جلدوه ومضوا، كأنهم وحوش خرجت من باطن الأرض. أحد قادتهم سمّى نفسه “يأجوج ومأجوج”، وكأن قبح الاسم لا يكفي، فزاد عليه قبح الشكل والبذاءة، وكلام كأنك تشتم نتانته من خلف الشاشة، يتكلم فتسيل الكلمات كريهة، كسيلٍ أسود لا يرويه شيء غير الخراب   حفتر وحميدتي، تَوأما الشر، صنيعة دويلة الغدر، تلك التي لا تشبع من الدم العربي، تغذي جوعها من جثث الأطفال، وتبني نفوذها على جماجم الأبرياء، حفتر في ليبيا، وحميدتي في السودان، كلاهما حطب لنار واحدة، يحرقان الأخضر واليابس بأيد مرتجفة لا تعرف إلا الطعن من الظهر، كلاهما بلا شعب، بلا وجدان، مكروهين حدّ اللعن، فحفتر لفظه الليبيون كما يُلفظ الداء، وحميدتي لعنه السودانيون كما يُلعن الخائن   ليس في أسمائهم شيء من الرحمة، أسماء كأنها قُطعت من صخور الزقوم، غليظة النطق، ثقيلة على اللسان، لا تُحب ولا تُحترم، أشبه بتعاويذ شر قديم، حتى إبليس، وهو سيدُ الخبث، يقف مصفقًا لإجرامهم، مندهشًا من شراهتهم في القتل، معجبًا بحيلهم القذرة، يبتسم بفخر كأنهم أبناؤه الذين تفوقوا على معلمهم !! حفتر وحميدتي، لعنة نُسجت من نسيج واحد، من غبار الخيانة ولهب الأطماع، كل منهما ظن أنه صار إلهًا في أرض لا يعبد فيها إلا الدم، ولكن، سيأتي اليوم، حين تتوقف البنادق، حين يعود الوطن من المنفى، وحين تُمحى أسماؤهم من التاريخ كما تُمحى النجاسة بالماء الحار.   *ياسر الفادني*  

Read more

Continue reading
دويلة الإمارات… دعوات للحوار بيد، وقتل للشعب السوداني بالأخرى

*دويلة الإمارات… دعوات للحوار بيد، وقتل للشعب السوداني بالأخرى* ➖⬛➖ ▪️في تناقض صارخ بين الأقوال والأفعال، تواصل دويلة الإمارات تقديم نفسها كوسيط للسلام وداعية للحوار في الأزمات الإقليمية، بينما تغرق يدها الأخرى في دماء الأبرياء، كما هو الحال في السودان. ففي الوقت الذي تُصدر فيه بيانات منمّقة تدعو إلى التهدئة والحلول السياسية، تشير تقارير موثوقة إلى دعم مباشر تقدمه أبوظبي لمليشيا الدعم السريع المعروفة بجماعة الجنجويد، التي ترتكب فظائع بحق المدنيين في السودان. ▪️هذا الدعم لا يقتصر على الخطابات السياسية أو البيانات الرمزية، بل يشمل تزويد الميليشيا بالمال والسلاح، ما ساهم في استمرار النزاع الدموي، ودمّر آمال السودانيين في السلام والاستقرار. وبينما تحاول الإمارات تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، فإن أفعالها في الخفاء تكشف عن نفاق سياسي صارخ وسياسات لا تهدف إلا إلى بسط النفوذ وزعزعة الاستقرار في المنطقة. ▪️ إن ازدواجية الخطاب الإماراتي أصبحت واضحة للعيان: يدٌ ترفع راية “السلام”، وأخرى تغرس خنجر الحرب في خاصرة الشعب السوداني. *علي حسن علي*  

Read more

Continue reading
سايكس بيكو الجديدة       تسارع الخطي

*سايكس بيكو الجديدة* *تسارع الخطي* ➖⬛➖ •في عدد من المقالات تحدثت عن سايكس بيكو الجديده في دول الخليج ومجمل القول ان الغرب اوكل الي ايران ترتيب امر المنطقه لتصبح دول شييعيه أو ذات اغليبه شيعيه . •منذ تسليم العراق بات هذا الأمر واضح جدا خاص ان نتينياهو طالب امريكا بذلك حماية لايران صديقتهم. • اعقب ذلك الاتفاق النووي مع ايران ثم نصربح ايران الاخير انها حصلت علي وثائق اسرائيليه. • بعد ذلك اعلن ترامب عن طي صفحة الخلاف مع ايران وسبق ذلك تصريحات الجوفاني المتماهية مع اسرائيل . •معلوم ان اسرائيل دمرت كل الترسانه العسكريه السوريه وزادت من رقعة احتلالها من الاراضي السوريه وكان سقوط الاسد وانسحاب روسيا مصدر للشكوك. •في تسارع ملفت للنظر وبدون مقدمات مما يجعله ذو صله بما تناوله هذا المقال طلبت الخارجيةالامريكية من موظفي السفارة في بغداد المغادرة بسبب تصعيد امني محتمل في المنطقة.وهنالك استعدادات لاخلاء محتمل لموظفين في الكويت والبحرين وتحذير للسفن بتوخي الحذر في الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز.   تحياتي *الفاتح الشيخ* 12/يونيو /2025

Read more

Continue reading
من يطلبها لا يستحقها

*من يطلبها لا يستحقها * ➖⬛➖ أرى سباقاً محموماً، عنيفاً، لا نحو خدمة الوطن بل نحو كراسي الوزارات في الحكومة المقبلة، هرولة من كل إتجاه، من وسطٍ يتزين، ومن هامشٍ يسعى لتجميل صورته، ومن كان بالأمس متفرجاً فدعم نفسه طمعاً في منصب،، الوجوه تتقافز، والتصريحات تتكاثر، والولاءات تُشترى وتُباع، كل ذلك في سوق السلطة الرخيصة   رئيس الوزراء الحالي سيصطدم بهذه الكارثة الأخلاقية، بهذا السلوك المُهين الذي يجعل من المنصب غاية لا وسيلة، ومن الكرسي وسيلة نجاة لا أداة بناء، متى نرسخ تلك القيمة العظيمة: “الإمارة لا لمن طلبها”؟ قيمة لم تعد تُذكر في السودان، فضلاً عن أن تُحترم ، لم نعد نرى من يعتذر عن منصب، ولا من يتورع عن سلطة، كأننا في بلد لا يعرف الشبع من الحكم، وإن جاع من كل شيء آخر   لمن لا يعلم، فالحرب في السودان لم تبدأ من الهوية أو العرق أو الدين، بل من فشل الحصول على السلطة، كل الدم الذي سال، سال تحت رايات الطمع والكرسي والزعامة، متى يسمع قومي؟ متى يفهمون ؟ أن الكرسي الذي يتسابقون عليه، ما عاد يحمل شرفاً، بل صار مقصلة لكل من يركض نحوه. *ياسر الفادني*

Read more

Continue reading
الحزب الجديد!

*الحزب الجديد!* ➖◼️➖ ظلّت التجربة السياسية في السودان، منذ الاستقلال في العام 1956، تدور في فلك أزمات متكررة، لم يكن سببها غياب الأحزاب، بل عجزها عن تجديد مفاهيم العمل السياسي وبناء مشروع وطني جامع. فقد تنوّعت الكيانات وتعدّدت الأسماء، لكن كثيرًا منها ظلّ أسير الأجندات الضيّقة وواجهة لصراعات النخب الفاشلة. في هذا السياق، لا يكفي تأسيس حزب جديد كـ “حزب الكرامة” أو غيره لتجاوز الانسداد في الأفق السياسي ، ما لم يُبنَ على وعيٍ بطبيعة الدور الحزبي نفسه: من يُمثّل هذا الحزب؟ ماذا يُقدّم؟ وكيف يُسهم في إعادة تعريف الدولة والمجتمع؟ فالتجديد المطلوب اليوم ليس في الشكل، بل في الرؤية، والوظيفة، والمفاهيم. رئيس تحرير صحيفة “المجهر السياسي”، الهندي عز الدين، كتب بالأمس معلّقًا على هذا الاسم في منصة “إكس”، مُبديًا تحفّظه على رمزية “الكرامة”، التي يرى أنها ارتبطت وجدانيًّا بعملية عسكرية “معركة الكرامة”، اشترك فيها الشعب السوداني، لكنها ليست إطارًا سياسيًّا يمكن البناء عليه لمشروع حزبي طويل الأمد. إلا أنه لم يناقش الموضوع . في هذا المقال نحاول مناقشة جوهر الفكرة بعيدًا عن التشكيك في دوافع من يقف خلفها، سواء من رجال أعمال أو قيادات سياسية أو ناشطين. عليه دعونا نطرح سؤالًا تأسيسيًّا: هل نحن بحاجة إلى قيام “حزب جديد”، أم إلى إعادة تعريف جوهر الفكرة الحزبية والسياسية في السودان؟ بالنظر إلى الواقع السياسي الذي تعيشه بلادنا منذ سنوات، وما تشهده الساحة من ارتباك عميق في المفاهيم والولاءات، إلى جانب بعض الممارسات الحزبية التي ترقى إلى مستوى خيانة الوطن؛ فالأحزاب التقليدية، رغم إرثها التاريخي، باتت عاجزة عن التجديد، بينما تتكاثر أخرى بلا هوية، وغالبًا ما تتأسّس وفق منطق المكايدة أو الطموح الشخصي، لا وفق برنامج سياسي جاد يعكس تطلّعات الشارع ويترجم أولويات المرحلة. إن تأسيس حزب حقيقي في هذا الظرف يتطلّب ما هو أعمق من اختيار اسم جاذب أو شعار طَموح؛ يتطلّب أولًا إعادة تعريف مفهوم الحزب باعتباره أداة ديمقراطية لصياغة الإرادة الجماعية، لا وسيلة لتكريس المصالح أو تحصيل المكاسب الضيّقة. إذا لم تتحرّر الأحزاب، القديمة والحديثة، من منطق التوظيف السياسي والمادي، ستبقى أسيرة أدوارها الوظيفية في صراعات عبثية تُعيد إنتاج الفوضى بدل أن تُنتج مشروعًا وطنيًّا جامعًا. لقد تحوّل العمل الحزبي في بلادنا إلى فضاء تغلب فيه الحسابات الشخصية والانتماءات الضيّقة على الرؤية الوطنية الجماعية، مما عطّل قدرتها على بناء مؤسسات تعبّر بصدق عن هموم الناس وتحوّل تطلّعاتهم إلى سياسات واقعية منتجة و فاعلة. المواطن السوداني لم يعد يبحث عن زعيم مُلهم أو شعار براق، بل عن حزب يمتلك برنامجًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا واضحًا يعالج أزمات المعيشة، والخدمات، والعدالة الاجتماعية. وتُثبت تجارب إقليمية أن الأحزاب التي تقوم على برامج لا على شعارات هي التي أحدثت التحول المنشود. ففي تركيا، مثّل حزب العدالة والتنمية نموذجًا لحزب انطلق من برنامج إصلاحي مكّنه من التدرّج من المعارضة إلى الحكم. وفي رواندا، قادت الجبهة الوطنية بقيادة بول كاغامي نهضة شاملة في بلد خرج من جحيم الإبادة عبر خطاب وطني ومشروع تنموي صارم. هذه النماذج تؤكد أن الحزب ليس مجرد وعاء تنظيمي، بل أداة لتجسيد إرادة جماعية ومشروع لبناء الدولة. ومن هنا، فإن إعادة هيكلة المشهد الحزبي في السودان لا تتطلّب مزيدًا من الكيانات، بل اندماجًا عقلانيًّا وفق المشتركات الفكرية والرؤى العملية. المطلوب ليس تعدّد اللافتات، بل وجود ثلاثة أو أربعة أحزاب قوية تُمثّل التيارات الكبرى: الإسلامي، الليبرالي، القومي، اليساري، وتضم تحت مظلّتها الحركات والتيارات عبر برامج واضحة، لا تحالفات ظرفية أو انتهازية. من أبرز معوّقات تطوّر الأحزاب السودانية استمرار الارتهان لنموذج “الزعيم الأوحد”، الذي يُختزل فيه العمل السياسي في شخصية فردية ترتبط غالبًا برمزية تقليدية أو تاريخية. هذا النموذج…

Read more

Continue reading
أصعب شخصية سيواجهها الرئيس كامل بن إدريس

*أصعب شخصية سيواجهها الرئيس كامل بن إدريس* ➖◼️➖ سجلنا اعتراضنا المبدئي على مؤهلات و طريقة تعيين السيد كامل إدريس في منصب رئيس الوزراء لأسباب منطقية ذكرناها في عدة مقالات سابقة.. أما و قد أصبح الأمر واقعا ً فلا يسعنا إلا أن نعامله كرئيس وزراء السودان – الذي هو فعليا ً يفترض أن يكون بصلاحيات رئيس الجمهورية – و عليه ننتقل إلى خانة المعارضة المساندة *((أين سمعتم هذا المصطلح لأول مرة ؟؟ ))* الأمر لا يتعلق أبدا ً بتغيير المواقف فأنا مثلا ً ك *هلالابي* كنت أقول دوما ً أن الأمين البرير مع احترمنا لشخصه ليس هو الشخص المناسب لرئاسة الهلال وقتها و لكنه أصبح الرئيس فعليا ً فهل هذا يعني أن أتوقف عن تشجيع وحب الهلال ..؟؟ نخش في موضوع المقال : في كل مرحلة من مراحل تاريخ السودان واجه القادة تحديات جسام إلا أن أصعبها على الإطلاق ليست في الظروف السياسية أو الاقتصادية فحسب و لا حتى الحروب و الظروف العسكرية و الأمنية .. بل في النفس أو النفسية و العقلية السودانية ذاتها… هذه النفس التي ما زالت تعاني من أزمة عميقة في العقلية والذهنية وطرق التفكير و طرق التعامل مع الحياة ..العقلية و النفسية السودانية تُعتبر العقبة الأساسية التي أعاقت أي تقدم أو تطوير حقيقي. نتمنى أن يكون حل هذه المشكلة محورًا رئيسيا ً في خطة السيد رئيس الوزراء الجديد لأن ما نواجهه ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية و لا حتى عسكرية و أمنية .. بل هو مرض نفسي واجتماعي يعاني منه الكثير من أبناء الوطن… وما أبرئ نفسي . .. العقلية السودانية ..للأسف لم تتحرر بعد من أدران عدة أمراض نفسية مثل اللامبالاة و الكسل و الأنانية و العنصرية و الغرور المفرط والحقد القديم والعنصرية البغيضة ( تاني !) والشعور المتعالي الذي يجعل الإنسان السوداني يرى نفسه فوق القانون وكأنه لا مثيل له في العالم. كل القبائل عندنا نسبها يعود للعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم..! كل الناس عندنا لديها قريب أو صديق في الخدمة المدنية أو القوات النظامية يساعدنا في تجاوز القانون و اللوائح و إن لم يفعل يقول عنه أهله *(( ما خَدوم ))* و يقول عنه زملاءه في العمل *(( نحن من ما قمنا الشغل ماشي كدا دا *عاوز يورينا الشغل .. ؟؟؟* دا زول فاكيها في روحو..* .. البرفض الواسطة ما خدوم و العاوز يجدد فاكيها ف روحو ..!! *((ما خدوم))* دي حرفيا معناها زول *((دوغري))* و ما بستخدم الواسطة و الصلاحيات عشان يخدم أهلو .. و .. *محاسن كبي همة و نشاط!!* : ليه أي ست شاي تفتح محل جديد بتعمل كمية من الزباين خلال أسبوع ؟؟.. ! أنا لا أتحدث عن القلة من ستات الشاي اللائي يبعن الهوى أو يمزجن المخدرات في كوب القهوة و لكن أتحدث عن بائعة الشاي المكافحة التي تبيع الشاي و المشروبات الساخنة فقط .. كيف تعمل زبائن معتبرين في فترة وجيزة ؟ الجواب : لأنو نحن شعب كسول بنحب الرمتلة و قعاد الضل و التسكع أمام بائعات الشاي و القهوة .. و … *(( ماكلين و شاربين و الحمد لله ))* … نعم *(( الحمد))* هو قيمة سماوية باذخة المعاني و لكن .. السوداني متي ما وجد الاكل والشرب يتجه للنوم و ست الشاي !! .. لا يا أخي لا يكفي أن تأكل و تشرب و تتناسل فقط و إلا فما هو الفرق بينك و بين غنماية الجيران.. !! أين إسهامك في تأسيس وطن حر قوي معافى منتج مزدهر متطور محترم و مهاب بين الشعوب.. ؟ ياخي الموظف بطلع…

Read more

Continue reading
غربال الكرامة.. هل يجرؤ رئيس الوزراء؟

*غربال الكرامة.. هل يجرؤ رئيس الوزراء؟* ➖◼️➖ في زمن المعركة، حين تهتز الأرض وتعلو سماء الرصاص، يتمايز الرجال، بعض الولاة لم يختبئوا خلف المكاتب، لم ينتظروا التوجيهات ولا إختبأوا خلف العبارات الدبلوماسية الباردة، بل واجهوا النيران، صنعوا من( الفسيخ شربات) ! ، صمدوا وابتكروا، وبنوا من الخراب أملاً، أولئك لم يكونوا موظفين في الدولة، بل جنوداً في معركة الكرامة، تسلحوا بالإرادة، وحاربوا المليشيا بالفكرة والموقف قبل البندقية، لم تمنعهم ندرة الإمكانيات، ولا هول الاستهداف، ولا جراح المدن، من أن يكونوا في خط النار الأول   وبالمقابل، كان هناك من جلسوا على الكراسي وارتجفت أيديهم من مجرد مسؤولية القرار، ولاة فقدوا حس المبادرة، لا يواكبون ولا يتحركون، يراقبون الكارثة عبر الشاشات، وإن نطقوا فبلا روح، وهناك من جاءوا للتو، لا يمكن إنصافهم أو ظلمهم، فالمسافة قصيرة والحكم عليهم الآن استعجال غير منصف   رئيس الوزراء الجديد أمام لحظة فاصلة، وقد أمسك غربال التغيير في يده، لكن السؤال الحقيقي: كيف سيكون غرباله؟ هل ستكون فتحاته واسعة، ينفلت منها الجميع؟ أم ستكون ضيقة دقيقة، تمسك بالمجتهد وتغربل المتخاذل؟ هذا الغربال ليس مجرد أداة إدارية، إنه إختبار أخلاقي وسياسي في آن واحد فكل من قاتل في خندق الكرامة يجب أن يُكرم، لا أن يُكافأ فقط، بل يُبقى ليستكمل ما بدأ، فالشرف لا يُنسى، والجهد لا يُمحى   من مآسي هذه السياسة البائسة في بلادنا، أن كل مسؤول جديد يبدأ كأنه أول البشر، يلعن من سبق همساً أو جهراً، يهدم ما بُني، لا لقصوره، بل لأنه ليس من صنيعه كأن الوطن ملعب شخصي، لا مشروع مستمر، هذه الخطيئة يجب أن تُقلع من جذورها، على رئيس الوزراء أن ينظر بعين التاريخ، لا بعين المزاج، أن يحكم بما يرى لا بما يُقال له، وأن يختار من يصلح للبناء لا من يصلح للتوازنات   إني من منصتي انظر ….حيث أسأل سؤالا مهما : رئيس الوزراء الجديد هل يملك الجرأة؟ هل يملك شجاعة الوقوف مع من قاتلوا وواجهوا وابتكروا؟ هل يملك شجاعة رفض أولئك الذين جلسوا كأن الأمر لا يعنيهم؟ غربال الكرامة في يده، والعيون كلها ترقب… فهل يفعلها؟.   *ياسر الفادني*  

Read more

Continue reading