رئيس الوزراء من أحق الناس بحسن صحابتك؟

    رئيس الوزراء من أحق الناس بحسن صحابتك؟ ➖️▪️➖️ ظهر إلى السطح ما كان يُخفيه المستور، ومع أول قرار لرئيس الوزراء الجديد بإعفاء الوزراء الاتحاديين، خرجت علينا تكتلات هزيلة لا جذور لها، ولا عمق سياسي أو أخلاقي، تكتلات بدأت باتصالات هاتفية وانتهت بقروبات واتساب تُسوق نفسها على أنها تمثل جهات بعينها، وترفع ترشيحاتها إلى طاولة رئيس الوزراء، تارة في شكل وزراء إتحاديين، وتارة ولاة، وبعضهم تجاوز ذلك واختار أسماء بعينها وكأن الدولة تُدار من دكة مقهى   ما يحدث لا يمكن وصفه إلا بأنه انحراف كامل عن السلوك السياسي السوي, هذه التكتلات هي بوابة جديدة لطبقة من المتسلقين، مدفوعة بشهوة السلطة، ممن لا أصل لهم في ساحات النضال، ولا شرعية لهم في مضمار الكرامة. يحاولون الآن تسويق أنفسهم كبدائل جاهزة، في مشهد عبثي يعيد إلى الأذهان تجارب الفشل الماضية، حين دخلت البلاد في دوامة من المحاصصات الفارغة والتمكين الأرعن ،كل من له عقل يعلم أن نهايات تلك التجارب كانت كارثية على الوطن، وأن من يسلك نفس الطريق لن يصل إلا إلى ذات الجرف   ما تحتاجه المرحلة القادمة ليس قروبات المصالح، ولا مرتزقة السياسة الموسمية، بل تحتاج إلى الشرفاء، الذين خاضوا المعركة يوم كان الصمت خيانة، الذين دفعوا بأنفسهم، ومالهم، وأفلاذ أكبادهم دفاعًا عن الأرض والعِرض ، تحتاج إلى رجال ونساء خرجوا من رحم المواجهة، لا من غرف الانتظار ، إلى التكنوقراط الذين لم تُلوث سيرهم الذاتية بمياه المستنقع السياسي الآسن، ولم تكن لهم يد في تزييف وعي الناس أو تبديد أملهم   على رئيس الوزراء، وهو في أول الطريق، أن يدرك أن حسن الصحبة لا يُمنح لمن يقرع الأبواب بالوشايات، بل لمن أثبت صدقه في المحن، عليه أن لا يلتفت لهذه الفقاعات الجهوية والمناورات الصغيرة، هؤلاء ليسوا شركاء وطن، بل أدوات عبور لحسابات ضيقة، عليه أن يُحكم النظر، ويُحسن الاختيار، لا من توصيات المجموعات ولا من صدى المحاور، بل من خلال أجهزة الدولة السيادية والأمنية، التي تملك من المعلومات ما يكشف السيرة والضمير والنية إني من منصتي أنظر ….حيث أرى…. أن البلاد على مفترق طرق، ولن يحتمل جسدها المنهك طعنة جديدة من الخلف، من سيكونون حول رئيس الوزراء في هذه المرحلة يجب أن يكونوا أمناء على وطن، لا عبيدًا لمصالح، فالسؤال الآن ليس من يرشح، بل من يستحق. *ياسر الفادني*

Read more

Continue reading
بوت الشرطة وأيام العيد النضرة

*بوت الشرطة وأيام العيد النضرة* ➖️◼️➖️ في مقطع فيديو ، تداولته منصات التواصل الاجتماعي في السودان، ظهر عقيد شرطة يُعتقد أنه مدير شرطة جبل أولياء، يخاطب جنوده أثناء طابور التمام ، متحدثًا بنبرة تمزج بين الصرامة وروح الدعابة عن أهمية الالتزام بالزي الرسمي والمظهر الشرطي الذي ألفه الناس. قال: “البوت دا جبنا ليك تلبسو، نعم سخن لكن بعد شوية كراعك بتتعود عليه ، وهو بالمناسبة فيه الشفاء من تشقق الكرعين”، لقيت العبارة رواجًا واسعًا وتقديرا كبيراً. خلف هذه العبارة البسيطة، تختبئ دلالة كبيرة تؤكد عودة الشرطة إلى الميدان مسلحة بالانضباط والالتزام و هيبة الدولة. تزامن هذا الظهور مع بدء انتشار الشرطة في مواقع حيوية بالعاصمة الخرطوم، خلال أيام عيد الأضحى المبارك النضرة وفي مقدمتها الجسور، التي استُعيد تأمينها رسميًا من الجيش لصالح قوات الشرطة. إعلان وزير الداخلية المكلف المدير العام، الفريق أول شرطة خالد حسان محيي الدين، عن هذا التحول، يعتبر رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة تسير نحو تثبيت الطابع المدني، لا العسكري للسلطة. فالدولة الآن تعود من خلال مؤسساتها النظامية التي تشغل مواقعها الطبيعية وتعيد فرض القانون بطريقة تؤكد علي طمأنة المواطن واستعادة أمنه. توجيهات وزير الداخلية للقوة الشرطية بـ”حسن التعامل مع المواطنين والتحلي باليقظة” تُقرأ كتعليمات ميدانية مستدامة ، بجانب أنها بيان سياسي يحمل مضمونًا إصلاحيًا وتأسيسا لمرحلة قادمة. فالدولة التي خرجت من فظاعة الحرب، الآن تُعيد بناء شرعيتها عبر العدالة والانضباط. وهنا تتجلى أهمية أن تكون الشرطة، داعمة لاستعادة الأمن وتحقيق السلام، و انسياب الخدمات. في هذا السياق، بحسب “سونا “عادت غرفة المعلومات المركزية التابعة للشرطة إلى العمل من داخل العاصمة، بعد تعرضها للنهب خلال سيطرة المليشيا على الخرطوم. ومعها بدأت الأجهزة الجنائية تنفيذ حملات نوعية مثل تلك التي استهدفت سوق صابرين اول امس ، حيث تم ضبط عدد من معتادي الإجرام، في خطوة تعكس القدرة على تنفيذ مهام أمنية منعية. هذه العودة التدريجية تعبّر عن استعادة السيطرة، بجانب محاولة منهجية لاستعادة الثقة، خصوصًا أن المجتمع السوداني ما زال يداوي جراحه من انتهاكات واسعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع خلال الأشهر الماضية. معالم هذه العودة الواثقة ظهرت جليًا في تقرير المنظمة الدولية للهجرة (IOM) الصادر في 6 يونيو 2025 أشار إلى عودة أكثر من 1.1 مليون نازح إلى مناطقهم في الخرطوم وسنار والجزيرة في أقل من ستة أشهر. عودة بهذا الحجم، تعني ضمنيًا أن المواطن بدأ يرى في الدولة مظلة آمنة. غير أن هذا الاستقرار الأمني بحاجة إلى جهد موازٍ على مستوى الخدمات، وهو ما بدأت بعض مؤشرات ظهوره في زيارات ميدانية لوالي الخرطوم لعدد من المرافق الحيوية، وتشغيل محطات المياه والكهرباء ، وتعهده بإعادة تشغيل المشروعات الزراعية ضمنها الجموعية الزراعي الذي يخدم عشرات القرى. اقتصاديًا عادت الحياة تدريجيًا إلى أسواق العاصمة، رغم آثار الحرب المفجعة، ما يدل على تعافي في الدورة التجارية. ومن هنا يبرز المشروع الأكبر الذي تطمح له الدولة : تحويل مطار الخرطوم إلى مركز عبور إقليمي. هذه الرؤية التي تدعمها منظمات دولية مثل ICAO تعتبر بمثابة خطة تطوير ضمن سياق إعادة الإعمار، كما أنها رهان على موقع السودان الجغرافي الذي قد يتحول إلى مصدر قوة اقتصادية واعدة، إذا ما توفرت له بيئة آمنة وتشريعات محفزة وبنية تحتية جيدة. لذلك في هذا المشهد، وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة لم يعد البوت مجرّد مكمل للزي الشرطي، بل أصبح رمزًا لتحوّلٍ من فوضى السلاح إلى انضباط الدولة، ومن عشوائية الميليشيا إلى هيبة القانون. إن عودة الشرطة ، تمثل بداية عبور نحو دولة ينشدها السودانيون: دولة عدلٍ ومؤسسات، تُبنى بإرادة أهل السودان و تتجاوز الجراح . ما نشهده من تحسّن أمني خلال هذه…

Read more

Continue reading
بالدراجي الفصيح والصريح : كامل ده …. ابقوا عليهو عشرة

*بالدراجي الفصيح والصريح : كامل ده …. ابقوا عليهو عشرة* ➖▪️➖ ▪️مرة واحدة شفتو حمدوك ساجد لله مرة واحدة شفتو حمدوك في مسجد مرة واحدة شفتو حمدوك بستمع لخطبة مرة واحدة شفتو حمدوك في صلاة جماعة مرة واحدة شفتو حمدوك بطلب من الناس الدعاء ▪️مرة واحدة شفتو حمدوك لابس جلابية وسديري وعمة مرة واحدة شفتو حمدوك بتفقدك في الرعية مرة واحدة شفتو حمدوك وسط المواطنين التعابي مرة واحدة شفتو حمدوك يربت علي طفل مرة واحدة شفتو حمدوك بلاطف طفلة في الشارع مرة واحدة شفتو حمدوك مرة واحدة شفتو حمدوك في مناسبة شعبية ما فيها سفراء ▪️مرة واحدة شفتو حمدوك بضحك من قلبو مع الناس مرة واحدة شفتو حمدوك بتكلم بلغة الشارع البسيطة مرة واحدة شفتو حمدوك واقف مع صفوف الناس في الشارع ▪️مرة واحدة شفتو حمدوك بدعو لنصرة القوات المسلحة مرة واحدة شفتو حمدوك شايل هم البلد أكتر من هم المنصب مرة واحدة سمعتو حمدوك قال السودان في حرب وجودية مرة واحدة شفتو حمدوك في موقف ما بحتمل الرمادية مرة واحدة شفتو حمدوك براعي مصالح البلد أكتر من المصالح الدولية مرة واحدة شفتو حمدوك قلبو على السودان أكتر من نظرته للخارج مرة واحدة شفتو حمدوك رفض ضغط أجنبي عشان خاطر الوطن مرة واحدة شفتو حمدوك بيخت خيار الشعب فوق توصيات السفراء ▪️مرة واحدة شفتو حمدوك بواجه الأزمة بخطاب وطني واضح ما بيلف ويدور مرة واحدة شفتو حمدوك بيطلع في الإعلام عشان يخاطب الناس وقت الشدة مرة واحدة شفتو حمدوك بقول كلمة حق في قناة وطنية مرة واحدة شفتو حمدوك في منبر إعلامي بينحاز للسودان مش لأجندة برة مرة واحدة شفتو حمدوك بيحشد الإعلام لنصرة البلد مش لتلميع نفسو *نهايتــو :* ▪️ابقوا عشرة على د. كامل إدريس، حمدوك ومن وراءه ما ح يخلوهو ، لأن نجاح كامل معناهو فشلهم، وفشل مشغّليهم ومخدّميهم. ▪️جية وظهور كامل إدريس ما مجرد جية ، ده زي ظهور دليل براءة لمحكوم بالإعدام… أو توبة راهب بعد ندم… أو صرخة جنين بعد سنين العقم. *عمار العركي*

Read more

Continue reading
الكفاءات السودانية… الفرصة الأخيرة قبل أن ينهار السقف!

*الكفاءات السودانية… الفرصة الأخيرة قبل أن ينهار السقف!.* ➖️◾️➖️ ▪️في زمن تتكالب فيه الأزمات على السودان، وتكاد تبتلع ملامحه ومقوماته، يبدو أن صوت العقل يصرخ في *الخفاء: أين الكفاءات؟!* ▪️لقد آن أوان الكفاءات السودانية أن تتقدم الصفوف لا لتزاحم على مقاعد السلطة، بل لتنتشل وطنًا يتهاوى بفعل الفوضى، وانعدام الرؤية، وتراكم الفشل الإداري والسياسي. هؤلاء ليسوا طارئين على الوطن، بل هم أبناؤه الذين تفرقوا في أصقاع الأرض، يرفعون اسمه في أروقة المؤسسات الدولية، ويبدعون في الجامعات والمراكز الطبية، ويحترفون بناء الأنظمة الاقتصادية والتقنية في أكبر الشركات العالمية. *لماذا الآن؟* ▪️المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد ليست مجرد استراحة بين حقبتين، بل هي مفترق طرق حاسم: إما بناء دولة مؤسسات عبر تفعيل العقول والخبرات، أو الانحدار إلى مزيد من الانهيار تحت وطأة الارتجال السياسي والتمكين العشوائي. ▪️إن استقطاب الكفاءات السودانية لم يعد ترفًا ولا خيارًا ثانيًا، بل ضرورة وطنية عاجلة. فالوقت لا يحتمل مزيدًا من التجريب أو المحاصصات، والواقع يصرخ بلسان الحال: لا مخرج من هذا النفق إلا بأيدٍ تعرف الطريق، وبعقولٍ تمارس الإدارة لا الشعارات. *من هم هؤلاء؟* ▪️إنهم اقتصاديون يفهمون التوازنات العالمية ويملكون رؤى للإصلاح المالي. إنهم مهندسون وتقنيون يستطيعون تصميم أنظمة لإدارة المياه والطاقة والزراعة الرقمية. إنهم باحثون اجتماعيون قادرون على تفكيك الأزمات المجتمعية من جذورها لا من سطحها. إنهم أطباء وأساتذة جامعات لهم باع طويل في تطوير الأنظمة الصحية والتعليمية. وهم – قبل ذلك وبعده – سودانيون يحملون الهمّ لا المصلحة، ويبحثون عن وطن قابل للحياة. *ما العقبة؟* ▪️العقبة ليست في غياب الكفاءات، بل في نمط الحكم الذي لا يزال أسير الولاء لا الكفاءة. إن الإصلاح يبدأ حين نكفّ عن سؤال “ممن هو؟” ونبدأ بسؤال “ماذا يستطيع أن يفعل؟”. ويُستكمل حين نُهيئ بيئة قانونية ومؤسسية تجعل الكفاءة قادرة على العمل دون ترصّد أو تسييس. *رسالة للسلطة الانتقالية – أياً كان شكلها:* ▪️افتحوا الباب واسعًا أمام العقول السودانية. شكلوا مجلسًا أعلى للكفاءات الوطنية، مستقلًا ومهنيًا، يُعنى بتقديم الاستشارات وتنفيذ المشروعات. أطلقوا مبادرات وطنية لربط الكفاءات في الداخل والخارج بمشروعات حقيقية. وضعوا معايير شفافة للتعيين في المناصب، تجعل الكفاءة لا العلاقة هي الفيصل. *في الختام:* التاريخ لن يسامحنا إن فوتنا هذه اللحظة. الكفاءات السودانية هي ثروة حقيقية، لكن بدون رؤية سياسية ناضجة، ستظل هذه العقول خارج أسوار الوطن، تكتفي بالمراقبة والحسرة.   فهل نملك الشجاعة لنقول: **كفى إقصاءً!. *د. عبدالرؤوف قرناص*

Read more

Continue reading
البارحونا وراحوا

*البارحونا وراحوا* ➖️▪️➖️ (تقتحمني) هذه الأغنية البديعة كلما طالني ألم الفقد لأحد الأحباب، ولعلها أضحت أكثر لزوما منذ أن طالتنا -ومافتئت- غاشية هذا التمرد ومن خلفه من خونة هذا الوطن والكائدين له فآذوا الناس حيث ازداد الفقد وتكاثفت على أهل السودان الأحزان، أسأل الله ان ينصر الجيش وكل من نذر نفسه للقتال معه من أشراف هذا السودان ويكتب الخلاص. كلمات هذه الأغنية تشي بأن شاعرها (علي شبيكة) قد أفاء بكلماتها بين يدي سطوة حزن غامر على فقد عظيم، ولا أعلم الكثير عن تفاصيل تأليف القصيدة ولاقصتها، لكن أخبرني صديق بأنها مرثية من علي شبيكة لوالدته رحمها الله، وعلى الرغم من احتفائي -على الأغلب- بالقصائد الفصيحة في عوالم غنائنا السوداني الجميل؛ إلاّ إن هذه الأغنية استوقفتني ضمن أخريات لإجادة انتقاء كلماتها ولحسن توظيف معانيها إضافة إلى اللحن القشيب (الحزين) الذي اختاره لها الراحل السني الضويي. (وَاللّهْ وَحّدوا بينا)… استفتاحها هذا -على الرغم من غرابته بعض الشئ- إلا إن وقع كلمة وحدوا بينا تألفه الأذن بيسر ورفق، وهو غير مطروق في لهجة الوسط السوداني كثيرا. أما الشطر الثاني من بيت الاستفتاح: (البارحونا وراحوا) فهو من الجمال بمكان، فقد أبدع الشاعر ووفق حقا وهو ينتقي مفردة (البارحونا) بدلا عن الفارقونا، لما فيها من وصلٌ بال(تبريح) نتاج الفراق، ثم إنها تتسق لغة وسياقا مع مفردة و(راحوا) فكأن الحاء في الكلمتين يدل على وحيح يعبر عن بكاء الدواخل وحزنها. (شالوا من وادينا بهجتو وافراحو). الوديان عادة تكون مستودعا للأمواه والخضرة، فالمطر يتجمع في الوديان والتُرَد، والأنهار لاتجري إلا في أخفض البقاع من استواء الأرض، لذلك ترتهن بها البهجة، ويتغشاها الجمال الباعث للفرح، وفي ذلك قيل بأن الجمال حيث الماء والخضرة والوجه الحسن. وللنفس واديها الذي يختزن بهجة وأفراح حراكها الحياتي شخوصا ومواقف وذكريات، اولئك المبارحون لدنيانا يأخذون معهم -من ودياننا- البهجة والفرح، لتحل مكانه سُدومُ الأحزان ضبابا وأغبرة. (وراحت الأفراح وقلبي عاش لجراحو). والجراحات العهد بها الحؤول الهدأة وراحة البال، وتبك الأنسنة بَكّاً فلا تجد لها منسربا إلى القلوب والوجدان، ولعل في ذلك تماه مع بيت الشعر العربي: وما لجُرح بميتٍ إيلام. يحكي الشاعر عن نظرة حزينة كانت السبب في جراح قلبه كلما طاف به خيال وصورة المبارح الحبيب… (نظرة باكية حزينة كان وراها ودارو). والعيون منذ ازلها مكمن للحزن والألم، وما أقسى ذكرى الأعين الملأى بالدموع… ويترى جمال القصيدة إلى أن يختمها الشاعر بطباق وجناس بديع وهو يقول: (والعيون لو رادو مابعرفو يدارو) إنه ابداع لم اجده إلا في قلة من نصوص أغانينا، فيه تبديل بديع في ترتيب احرف كلمتي (رادو) و (دارو)… قيل بأن لحن هذه الأغنية القشيب قد جاد به الراحل السني الضوئي -أصلا- لأغنية أخرى عندما كان يعكف على التلحين فقط وما كان قد تفرغ للأداء الغنائي مع رفيقه الراحل ابو دية، وهي أغنية الراحل زيدان ابراهيم (معذرة) التي كتب كلماتها الشاعر كباشي حسونة والتي يقول مطلعها: ياما بقيت حيران ياما فشل ظني وكل الحصل ياحبيبي والله ما مني. وهب السني الضوي هذا اللحن لكلمات معذرة؛ والتي كان يفترض أن يغنيها الراحل علي إبراهيم اللحو، لكن وقعت كلمات معذرة في يد الملحن أحمد زاهر، فلحنها باللحن الذي غناها به زيدان إبراهيم، إذ وجدها اللحو لاتتناسب مع أسلوب أدائه، ولكن بقي اللحن في ذاكرة -إبن نوري- الراحل السني الضويي فألبسه لكلمات علي شبيكة البارحونا وراحوا، وخرج هذا العمل الفني بكامل بهائه وبحزنه النبيل. هذه الماتعة -الحزينة- تسوقني سوقا إلى عوالم لايعلم مداها وفضاءاتها إلا الله، وقد وجدت لها تسجيلا متفردا في برنامج اغاني واغاني يتشارك في ادائها عاصم البنا وأفراح عصام وعصام محمد نور، يومها بكى السني…

Read more

Continue reading
صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي ..

  *صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي ..* ➖️◾️➖️ في يوم العيد، ظهر رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” بين الناس، يرتدي الزي البجاوي ويتلو “صلاة الفاتح” إحدى شعائر الطريقة التجانية صاحبة الانتشار في غرب السودان، و هو المولود في “الزورات”_شمال السودان والقادم من بلاد الصقيع ، ظنه الناس غريباً ك”حمدوك”، ولكنه ظهر قريباً منهم.   لعل السودان في المرحلة المفصلية من الصراع على هويته: هل هو “محافظ” على نظامه الاجتماعي التقليدي ، ام اصبح ليبرالياً ينازع منظومة القيم في العقل الجمعي، يحتاج قائداً بالنموذج الذي يحاول “ادريس ” تقديم نفسه وأفكاره عبره .   بدأ العمل على تحويل “الخرطوم” إلى “دبي” عندما استجلب رئيس وزراء لحكومة رفعت شعارات ضد النظام الاجتماعي ، كان”حمدوك” غريباً وغربياً، لم يظهر ولا مرة في مناسبة سودانية ، لم يظهر في صلاة العيد مثلاً، أو في واجب عزاء، كان عميلاً باهتاً يسيطر عليه الشعور بالغربة، لذلك هرب من مواجهة السودانيين في أقرب فرصة، عندما قررت القوى المحافظة ابعاده ومشروعه عن السلطة .   اليوم ، يدخل السودان لحظة فارقة تقترب من حسم تاريخي طويل التأجيل، وسط انهيار تدريجي لمشروع استعماري لطالما تغذّى على الميليشيات وتصدير الأزمات. فالمشروع الإقليمي الذي استثمر ل(٦) سنوات في الفوضى والسيطرة بالوكالة بدأ بالتراجع، ليس فقط تحت وطأة تقدم الجيش عسكرياً على مليشياته ، بل بفعل حركة المقاومة المجتمعية التي دحرت أدواته وشبكاته التي تكشفت هشاشتها أمام منظومة القيم السودانية وممكنات التغيير العميق.   النموذج السوداني العصري الذي يحاول رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” تقديم نفسه عبره ، ان اسقطه على نهجه وادواته في اعادة تأسيس الدولة التي باتت خياراً لا مفر منه. عندها بالامكان ان نتحدث عن إنتاج استقرار أو بناء سيادة حقيقية.   خلف نظام 2019، فراغاً عريضاً في كل شيء، وترك السودانيين في منتصف الطريق بين مشروعين ، ولكن يبدو أن تيار الاعتدال يتقدم ،وهو نموذج يعيد الاعتبار للهوية السودانية ويقدّم مقاربة تربط بين الاستقرار ومكافحة التطرف بعيداً عن الارتهان للمشروعات المستوردة أو التورط في العمل بالوكالة، بل يجب على دولة رئيس الوزراء”كامل ادريس ” ان يستصحب في تشكيل حكومته التي ستنفذ المشروع الوطني، العمل على تفكيك منهج التبعية والوكالة الذي كان السمة الأبرز لمشروع سلفه “حمدوك” منذ بداياته. محبتي واحترامي. *رشان اوشي*

Read more

Continue reading
حصار الفاشر..الصمت الدولي الي متي؟!

*حصار الفاشر..الصمت الدولي الي متي؟!* ➖▪️➖ ▪️حصار مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان يُعدّ من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا وخطورة في النزاع السوداني المستمر منذ أبريل 2023. ورغم بعض التحركات الدولية، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة مقارنة بحجم الكارثة. *الوضع الإنساني في الفاشر* منذ مايو 2024، فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيًا وإصابة أكثر من 1143 آخرين، وفقًا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. المدينة، التي كانت ملاذًا آمنًا للنازحين ومركزًا إنسانيًا رئيسيًا في دارفور، أصبحت ساحة معارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف وتفاقم نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب. *التحركات الدولية* ▪️في 13 يونيو 2024، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بإنهاء الحصار على الفاشر والوقف الفوري للقتال في المدينة ومحيطها. القرار، الذي صاغته المملكة المتحدة، حظي بتأييد 14 عضوًا في المجلس مع امتناع روسيا عن التصويت. كما دعا القرار إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. *الاحتجاجات المحلية* ▪️في سبتمبر 2024، شهد مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 15 كيلومترًا من الفاشر، مظاهرات احتجاجًا على الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع. المتظاهرون نددوا بالصمت الدولي تجاه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مطالبين بفتح المعابر وتوفير الاحتياجات الأساسية. *إلى متى يستمر الصمت الدولي؟* ▪️رغم القرارات الدولية والتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، مما يثير تساؤلات حول فعالية المجتمع الدولي في حماية المدنيين ووقف الانتهاكات. الاستمرار في هذا الصمت قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتحولها إلى صراع عرقي دموي في جميع أنحاء دارفور، وفقًا لتحذيرات كبار مسؤولي الأمم المتحدة. ▪️إن إنهاء حصار الفاشر يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا وفعّالًا، يتجاوز البيانات والقرارات غير الملزمة، لضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة. *د. عبدالرؤوف قرناص*  

Read more

Continue reading