جيوش في المدينة أم غزاة في الدار؟*   

*الناجي صالح يكتب :*

 

*جيوش في المدينة أم غزاة في الدار؟*

 

الوجود العسكري في ودمدني لم يعد ظاهرة أمنية عابرة تنتهي بانتهاء مهامها القتالية داخل المدينة، بل تحوّل إلى كابوس يومي يفتك بأمن المواطن وكرامته. فما الذي يبرر تحول بعض الجنود إلى لصوص، والثكنات إلى وكر للسكارى، والشارع العام إلى ساحة نهب مفتوحة؟ أين القانون حين تُنهب ممتلكات الناس، وتُسرق الدراجات البخارية علناً، وتُجتاح سيارات المواطنين وتُستخدم بلا لوحات، كما لو كانت غنائم حرب؟ أين العدل حين تُقام جلسات الشيشة والسكر على ذات (بنابر) القوات المتفلتة، بينما يُخنق السكان تحت وطأة الإزعاج والإذلال؟

لقد تجاوز الأمر كونه إهمالاً، ليكشف عن فوضى ممنهجة. فما يسمى بالقوات المساندة للجيش، فهي لا تكتفي بانتهاك حرمات الناس، بل تحول كل ما تمسكه يدها إلى (ممتلكات مقبوضة) لا تُسلّم، ولا تُحفظ كأدلة، بل تختفي في جعبة الغنائم. وحتى الحملات الأمنية تُنفذ دون إذن النيابة، وكأن المدينة ساحة معركة لا يحكمها قانون، بل يُقسمها المنتصرون الجدد.

وما دور قوات الشرطة أصلاً في حراسة المدن المحررة؟ وكيف لها حيلة، مع هذا التلجيم المقصود.. أتحرس مدناً صارت غنيمة أم تراقب سارقيها؟! فما بال هذه الجيوش الطليقة والسائبة تخيم في الأحياء كالجراد، بينما صلي السلاح لا يزال يصدح في الميادين (هناك) وهم قاعدون ها (هنا)؟!

في مدني التي عرفناها، حيث كان اللواء العشرون مشاة نواة للأمن والكرامة، ثم تحول إلى الفرقة الأولى مشاة، لم نر جندياً ينكس راية النظام بظلم مواطن، فكيف بسرقته؟! كان قادتها نجوم المجتمع المدني، ينسجمون مع نبض الشوارع، ويشاركون الأفراح والهموم، حتى جاءت زحافات الرتب (الخلوية)، فطمست بهاء الجندية، وحوّلت عساكرهم من حراس إلى مداهمين!

أما المشهد الأكثر قتامة، فهو ذلك الصمت الرسمي المريب. فكيف تُترك المدينة فريسة لبعض سكارى السلاح، ولصوص البزّات العسكرية المتنوعة والمتكاثرة؟ كيف تُسرق حقوق الناس ثم تُعلّق على جدار الإفلات من العقاب؟ إن هذا الوجود غير المبرر يشبه غزواً صامتاً، لا يقاتل عدواً، بل ينهب أبناءه.

والمأساة أن مواطن مدني لم يعد يسأل عن (الحماية)، بل عن البقية الباقية من كرامته. فإذا كان هذا هو وجه (الأمن)، فكيف يكون وجه الفوضى؟!

  • Related Posts

    ‏*قائمة القادة العسكريين الإيرانيين الذين يعتقد أنهم استهدفوا من قبل اسرائيل. بعضهم تأكد مقتلهم.* ‏ ‏اللواء محمد حسين باقري – رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ‏حسين سلامي – القائد العام للحرس الثوري الإيراني ‏اللواء غلام علي رشيد – قائد مقر “خاتم الأنبياء” ‏محمد باكبور – قائد القوة البرية للحرس الثوري ‏علي رضا تنغسيري – قائد القوة البحرية للحرس الثوري ‏أحمد علي حاجي زاده – قائد قوة الجوفضاء التابعة للحرس الثوري ‏إسماعيل قاآني – قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري ‏علي رضا سليماني – قائد قوات التعبئة (البسيج) ‏أمير موسوي – القائد العام للجيش الإيراني ‏أمير شهرام إيراني – قائد القوة البحرية للجيش ‏علي رضا بوردستان – قائد القوة البرية للجيش ‏كيومرث حيدري – قائد القوة البرية للجيش ‏نصير زاده – قائد القوة الجوية للجيش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *للانضمام لـ (مهرة (12) ) علي الواتساب:*   https://chat.whatsapp.com/BS9G0Km0nFiIGhEZxJi4uk   *للحقيقة نصلها الحاد*

    Read more

    Continue reading
    (ولا علي كيفها)!. 

    *(ولا علي كيفها)!.* ➖️▪️➖️ واخيرا.. حركة العدل والمساواة تطلق سراح الصحفي عطاف عبد الوهاب بعد اعتقاله لنحو اسبوعين.

    Read more

    Continue reading

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *