
*حصار الفاشر..الصمت الدولي الي متي؟!*
➖▪️➖
▪️حصار مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان يُعدّ من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا وخطورة في النزاع السوداني المستمر منذ أبريل 2023. ورغم بعض التحركات الدولية، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة مقارنة بحجم الكارثة.
*الوضع الإنساني في الفاشر*
منذ مايو 2024، فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيًا وإصابة أكثر من 1143 آخرين، وفقًا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. المدينة، التي كانت ملاذًا آمنًا للنازحين ومركزًا إنسانيًا رئيسيًا في دارفور، أصبحت ساحة معارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف وتفاقم نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
*التحركات الدولية*
▪️في 13 يونيو 2024، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بإنهاء الحصار على الفاشر والوقف الفوري للقتال في المدينة ومحيطها. القرار، الذي صاغته المملكة المتحدة، حظي بتأييد 14 عضوًا في المجلس مع امتناع روسيا عن التصويت. كما دعا القرار إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
*الاحتجاجات المحلية*
▪️في سبتمبر 2024، شهد مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 15 كيلومترًا من الفاشر، مظاهرات احتجاجًا على الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع. المتظاهرون نددوا بالصمت الدولي تجاه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مطالبين بفتح المعابر وتوفير الاحتياجات الأساسية.
*إلى متى يستمر الصمت الدولي؟*
▪️رغم القرارات الدولية والتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، مما يثير تساؤلات حول فعالية المجتمع الدولي في حماية المدنيين ووقف الانتهاكات. الاستمرار في هذا الصمت قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتحولها إلى صراع عرقي دموي في جميع أنحاء دارفور، وفقًا لتحذيرات كبار مسؤولي الأمم المتحدة.
▪️إن إنهاء حصار الفاشر يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا وفعّالًا، يتجاوز البيانات والقرارات غير الملزمة، لضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة.
*د. عبدالرؤوف قرناص*