صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي ..

 

كامل ادريس

*صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي ..*

➖️◾️➖️

في يوم العيد، ظهر رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” بين الناس، يرتدي الزي البجاوي ويتلو “صلاة الفاتح” إحدى شعائر الطريقة التجانية صاحبة الانتشار في غرب السودان، و هو المولود في “الزورات”_شمال السودان والقادم من بلاد الصقيع ، ظنه الناس غريباً ك”حمدوك”، ولكنه ظهر قريباً منهم.

 

لعل السودان في المرحلة المفصلية من الصراع على هويته: هل هو “محافظ” على نظامه الاجتماعي التقليدي ، ام اصبح ليبرالياً ينازع منظومة القيم في العقل الجمعي، يحتاج قائداً بالنموذج الذي يحاول “ادريس ” تقديم نفسه وأفكاره عبره .

 

بدأ العمل على تحويل “الخرطوم” إلى “دبي” عندما استجلب رئيس وزراء لحكومة رفعت شعارات ضد النظام الاجتماعي ، كان”حمدوك” غريباً وغربياً، لم يظهر ولا مرة في مناسبة سودانية ، لم يظهر في صلاة العيد مثلاً، أو في واجب عزاء، كان عميلاً باهتاً يسيطر عليه الشعور بالغربة، لذلك هرب من مواجهة السودانيين في أقرب فرصة، عندما قررت القوى المحافظة ابعاده ومشروعه عن السلطة .

 

اليوم ، يدخل السودان لحظة فارقة تقترب من حسم تاريخي طويل التأجيل، وسط انهيار تدريجي لمشروع استعماري لطالما تغذّى على الميليشيات وتصدير الأزمات. فالمشروع الإقليمي الذي استثمر ل(٦) سنوات في الفوضى والسيطرة بالوكالة بدأ بالتراجع، ليس فقط تحت وطأة تقدم الجيش عسكرياً على مليشياته ، بل بفعل حركة المقاومة المجتمعية التي دحرت أدواته وشبكاته التي تكشفت هشاشتها أمام منظومة القيم السودانية وممكنات التغيير العميق.

 

النموذج السوداني العصري الذي يحاول رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” تقديم نفسه عبره ، ان اسقطه على نهجه وادواته في اعادة تأسيس الدولة التي باتت خياراً لا مفر منه. عندها بالامكان ان نتحدث عن إنتاج استقرار أو بناء سيادة حقيقية.

 

خلف نظام 2019، فراغاً عريضاً في كل شيء، وترك السودانيين في منتصف الطريق بين مشروعين ، ولكن يبدو أن تيار الاعتدال يتقدم ،وهو نموذج يعيد الاعتبار للهوية السودانية ويقدّم مقاربة تربط بين الاستقرار ومكافحة التطرف بعيداً عن الارتهان للمشروعات المستوردة أو التورط في العمل بالوكالة، بل يجب على دولة رئيس الوزراء”كامل ادريس ” ان يستصحب في تشكيل حكومته التي ستنفذ المشروع الوطني، العمل على تفكيك منهج التبعية والوكالة الذي كان السمة الأبرز لمشروع سلفه “حمدوك” منذ بداياته.

محبتي واحترامي.

*رشان اوشي*

  • Related Posts

    أهمية فرض هيبة الدولة

    *أهمية فرض هيبة الدولة* ➖⬛➖ ▪️ تُعد هيبة الدولة من الركائز الأساسية التي تضمن استقرار الوطن وتعزز من قدرة مؤسساته على القيام بدورها في حفظ الأمن وتحقيق العدالة وتقديم الخدمات للمواطنين. وتبرز أهمية فرض هيبة الدولة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد، سواء من نزاعات داخلية، أو تفلتات أمنية، أو محاولات لزعزعة سيادة القانون. ▪️فرض هيبة الدولة يعني تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وتعزيز مؤسسات الدولة على أساس من الشفافية والنزاهة والكفاءة. فبدون وجود دولة قوية تحترمها جميع الأطراف، يصبح من الصعب تحقيق التنمية أو حماية السيادة الوطنية أو حتى الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوداني الغني بتنوعه. ▪️إن بسط هيبة الدولة يسهم في ردع المظاهر السلبية مثل حمل السلاح خارج إطار الدولة، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطرق، ورفض الانصياع للقانون. كما يُعزز ثقة المواطن في الدولة ويشجعه على المشاركة في بنائها بدلًا من اللجوء إلى العنف أو الفوضى لتحقيق المطالب. ▪️ فرض هيبة الدولة السودانية هو مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين، تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وإصلاحًا مؤسسيًا، وحوارًا مجتمعيًا شاملًا، يُفضي إلى عقد اجتماعي جديد يضع السودان على طريق السلام والاستقرار والنهضة

    Read more

    Continue reading
    دفاعا عن المؤسسة

    *دفاعا عن المؤسسة* ➖⬛➖ على حكومة دولة البرهان ان تشدد من غلظتها وقوتها في كل الاتجاهات ليس فقط ضرب وردع مليشيات الدعم بل على من يتطاول على الحكومة ومن القبح ان تشاهد اشخاص هنا وهنالك تخرج وتوجه الاساءة الي قائد الجيش والذي يحارب منتسبيه في ميادين القتال ويخرج شخص يوجه قبح اللفظ على قائدهم لابد من التعاطي بكل الحزم على اي شخص من اي مجتمع وتقديمه الي محاكمة وتشديد العقوبة عليه لانها خيانة في زمن الحرب اساءة (على أكد) قبح وجهل وصلف ارعن هذا الامر لا يحدث الا في السودان اذا لم يتعرض هذا الجنجويدي الداخلي وكما تواجه الاتهامات وصكوك الوطنية رسالة على عليها فتنة وخيانة وطنية مكتملة الاركان نحن ندافع على سيادة مؤسسة رجالها يقدمون ارواحهم فداء للوطن ونستهجن هذه السيولة الامنية التي نشاهدها من امثال هولاء و نعلم كيف تتعامل الدول مع مثل هولاء اضربوا المهازل واوقفوا العبث حتي لا يستشري بين اهل السودان. الله غالب *د.عادل المصطفي

    Read more

    Continue reading

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *