في جبال النوبة، تروي إحدى الناجيات أن مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) قتلت رجال عائلتها لمجرد أنهم من النوبة، حيث أعدمت سبعة منهم أمام عينيها، ثم هددها المسلحون قائلين إنه إذا لم تغادر، فسيكون مصيرها القتل أيضًا. شهادات أخرى تكشف عن انتهاكات مروعة، حيث استخدمت المليشيا الاغتصاب كسلاح حرب، مستهدفة النساء النوبويات بشكل خاص.
وسط هذه المآسي، تعمل نفيسة، وهي ممرضة فرت من الحرب، على تقديم الرعاية الطبية في مخيم يضم 5000 نازح. تدير وحدها عيادة صغيرة بإمكانات محدودة، وتعتمد فقط على صندوق إسعافات أولية توفره السلطات المحلية. لكنها لا تعالج الجروح الجسدية فقط، بل تحاول دعم النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب، حيث استمعت إلى شهادات مروعة عن نساء اختُطفن واحتُجزن لشهور فقط لأنهن من النوبة، وأصبحن ضحايا للعنف الجنسي الممنهج. رغم ضعف مواردها وإرهاقها الشديد، تواصل نفيسة نضالها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقت يستمر فيه العالم في تجاهل معاناة السودان.
هذا جزء من التقرير مترجم