سياسة أمريكا.. ثلاثية وقدها رباعي!

*سياسة أمريكا.. ثلاثية وقدها رباعي!*

➖▪️➖

1

في أي تحليل سياسي، لا بد من النظر في السياق الذي تجري فيه الأحداث وترتيبها زمنيًا لمحاولة فهم وتفكيك وكشف الأهداف التي تسعى إليها الأطراف الفاعلة في القضية محل البحث. في هذا الإطار، نسعى لقراءة البيان الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحرب في السودان، والذي يفضح “ثلاثية” قائمة على المصالح، وازدواجية المعايير، والتواطؤ، وتُقدَّم كأنها مشروع سلمي وأخلاقي وإنساني، بينما هي مجرد أداة لتحقيق المصالح، وإدارة النفوذ، وتمتين التحالفات.

2

ما إن عاد ترامب محمّلًا بالتزامات تريليونية من الإمارات، حتى بدأت أجندة الاتفاقيات السرية، وخاصة فيما يخص السودان، تتكشف شيئًا فشيئًا. وكما يرغب السيد ترامب في أن يحصد الدولار الإماراتي، هناك أجندة إماراتية لا بد من تمريرها عبر أمريكا لتصبح تلك التريليونات مستحقة و”حلالًا” وواجبة الدفع.

٣

فما إن عاد السيد ترامب، وبعد أقل من أسبوع، حتى أُثيرت كذبة “الأسلحة الكيميائية” التي يُزعم أن الجيش استخدمها ضد المتمردين، ثم أعقب ذلك الإعلان عن عقوبات ستصدر خلال شهر يونيو على قادة الجيش بناءً على تلك الكذبة. وسرعان ما استدعت الخارجية الأمريكية ثلاثة سفراء من الإقليم، هم سفراء مصر والإمارات والسعودية، للقاء نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، والمستشار الأول لشؤون أفريقيا، مسعد بولس.

هكذا أصبح اللعب على المكشوف. الإمارات لا تعطي ولا تشتري سلاحًا أمريكيًا لوجه الله؛ فهناك متطلبات يجب على أمريكا تلبيتها، خاصة إذا كانت تلك المتطلبات تخص دولة لا تعني أمريكا في شيء، ولا يضيرها أن تدينها أو تفرض عليها عقوبات، أو حتى تضربها عسكريًا.

4

متطلبات الإمارات تتمثل في مساعدتها على الخروج من ورطتها التاريخية التي دخلت فيها برجليها، وغرقت فيها حتى أذنيها،وتلطخت أيديها بدماء السودانيين حين دعمت ومولت ميليشيا مجرمة، لأجل ذلك استدعى السيد كريستوفر السفراء الثلاثة: ريما بنت بندر آل سعود من المملكة العربية السعودية، والسفير معتز زهران من جمهورية مصر العربية، على عجل.

ثم أصدرت الخارجية بيانًا يدعو إلى وقف الحرب فورا في السودان، وليس في غزة أو أوكرانيا! ففي حين تسارع الولايات المتحدة لإدانة السودان وفرض عقوبات عليه، نراها تدافع عن إسرائيل التي ترتكب كل ما في دفاتر الحروب من جرائم، بل وتزوّدها بالسلاح والدعم السياسي الكامل لإنجاز مهمتها في إبادة شعب غزة.!

5

… ولكن لماذا تطالب أمريكا بوقف الحرب في السودان تحديدًا؟ يقول البيان:

“انطلاقًا من إدراكهم أن الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة في المنطقة، وتسبب في أزمة إنسانية كبرى”.

والسبب الثاني:

“الولايات المتحدة لا تعتقد أن هذا النزاع قابل للحل العسكري”.

وبناءً عليه :

“ينبغي على المجموعة الرباعية أن تبذل جهدًا مشتركًا لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي”.

ولتغطية الأسباب الحقيقية التي دفعت أمريكا لهذا التدخل العاجل جاء في البيان :

“أكد نائب الوزير، في ضوء التأثير الإقليمي المتزايد للأزمة السودانية، التزام الولايات المتحدة بالعمل عن كثب مع دول المجموعة الرباعية من أجل معالجة هذه الأزمة”.

ثم ماذا بعد؟

“ناقش كريستوفر معهم الخطوات التالية لتحقيق هذا الهدف”، وهو إيقاف الحرب!

هذا بيان “تعاين فيه تضحك وتمشي ما تجيه راجع!”، لأنه بيان تتدثّر فيه المصالح بالأكاذيب، ويثير الغثيان في كل فقرة من فقراته!.

6

انظر – يا هداك الله – إلى مقولة:

“الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة”؟

أي مصالح مشتركة تلك التي تهددها حرب السودان الآن وهي تجري على سهول كردفان وأقاصي دارفور؟ هل لأمريكا، أو مصر، أو السعودية، أو الإمارات مصالح مشتركة هناك؟ بل هل لهذه الدول مصالح مشتركة في السودان أصلًا؟ وما هي؟ وهل تلك المصالح التي في البحر الأحمر، يهددها السودان أم تهددها الحرب في اليمن؟ وماذا فعلت أمريكا لحماية المصالح المشتركة في البحر الأحمر بسبب حرب اليمن؟ وماذا عن الموانئ والقواعد العسكرية الاماراتية المنتشرة في البحر الاحمر والتى تهدد بالفعل الأمن الإقليمي ؟. إن الحديث الفضفاض عن “مصالح مشتركة” يخفي خلفه رغبة إماراتية – بتواطؤ أمريكي – في بسط النفوذ على موانئ السودان وسواحله، وتأمين خطوط الذهب والموارد الطبيعية، حتى وإن تم ذلك عبر حروب الوكالة.

7

ولكن هب أن هناك مصالح مشتركة فعلًا، فبعد أكثر من عامين من الحرب المستمرة ، كيف اكتشفت أمريكا فجأة أن تلك المصالح المشتركة المزعومة تهددها حرب السودان؟ ولماذا الآن؟

بعد أن وعدت الإمارات باستثمار تريليون و300 مليون دولار في أمريكا وبعد أن تم دحر وهزيمة الجنجويد في خمس ولايات، والزحف مستمر لتحرير بقية الولايات؟ الآن فقط وفي هذه اللحظة أصبحت الحرب تهديدًا وجوديًا للمصالح المشتركة؟!

قل يا ايها المنافقون الكاذبون من يصدقكم؟!!

8

بصفاقة مدهشة، يتحدث البيان عن أن الحرب تسببت في “أزمة إنسانية كبرى”، وهذا يحدث في حين أن إدارة كريستوفر نفسها أصدرت قبل شهرين قرارًا بوقف المساعدات الأمريكية التي تقدمها (USAID) للسودان، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يتحدثون عنها!

كيف تتحدث أمريكا عن أزمة إنسانية وتمنع الإغاثة عن السودان؟ بلاش استهبال.

9

يقفز البيان مباشرة إلى النتيجة:

“هذا النزاع غير قابل للحل العسكري”

منذ متى عرفتم أن هذا النزاع غير قابل للحل العسكري؟ قبل هزيمة الجنجويد؟ أم بعدها؟

حين كانت الميليشيا متمددة في طول البلاد وعرضها، لاذوا بالصمت، حتى تكمل الميليشيا مهمتها في ابتلاع البلد عسكريًا. أما الآن بعد أن دُحرت، فجأة “لا حل عسكريًا للصراع”! في وقت يُحرز فيه الحل العسكري تقدمًا حاسمًا على الأرض!!.

إذا كان الادعاء أنه “ليس هناك حل عسكري”، فما هو الحل إذًا؟

يقول البيان المهترئ:

“وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي”.

بالله شوف! أليس هذا السيناريو قد تكرر سابقًا؟

ألم تدعُ أمريكا في الأسبوع الثالث للحرب إلى حل تفاوضي؟ وافق الجيش على ذلك وذهب وتم توقيع اتفاق جدة كأول حل تفاوضي.

فما الذي حدث؟ لم تُنفذ الميليشيا الاتفاق الذي شهد عليه العالم والرباعية.

لم تُحاسب أو تُعاقب الميليشيا، بل واصلت أمريكا في تدليلها وبريطانيا في حمايتها في مجلس الأمن فلماذا تدعو أمريكا الآن إلى حل تفاوضي جديد وكأن ما جرى على يديها لم يكن؟ وكيف نثق في “حل تفاوضي” ثانٍ بينما الأول لا يزال معلقًا؟

حل تفاوضي الآن بدون تنفيذ الأول يعني ببساطة إعادة الميليشيا إلى دائرة الفعل العسكري والسياسي مجانًا. وهذا هراء. وهيهات أن يحدث.

10

في ختام البيان هناك إشارة مهمة ولكنها مبهمة تقول:

“ناقش كريستوفر معهم – السفراء – الخطوات التالية لتحقيق هذا الهدف”.

ما هي تلك الخطوات التالية؟

ماذا يُخبئون لنا؟ وإلى أين يسيرون؟

لا بد أن هذه “الخطوات التالية” لا تزال قيد التشاور، أو لم يتم الاتفاق عليها بعد. ومن المرجح أن تشمل:

– استخدام دول أخرى كأدوات ضغط

– آليات من منظمات دولية ومجلس الأمن

– تصعيد سياسي بمزيد من العقوبات

– تصعيد عسكري محتمل، قد يشمل ضربات دقيقة تستهدف مواقع وشخصيات هامة.

كل ذلك قد يكون من أجل التمهيد لمؤتمر إقليمي أو حتى دولي، لعملية تفاوضية تشارك فيها الإمارات – ممولة الحرب ومرتزقة الجنجويد – ليجلسوا على طاولة واحدة مع الضحايا .!

هدفهم: التوصل إلى اتفاق مفروض يحقق ما لم تستطع الإمارات وميليشياتها تحقيقه بالحرب.

لكن هيهات! لماذا؟

لأن الذي يفاوضهم هذه المرة ليس الجيش، ولا الحكومة، بل الشعب.

ولن يستطيع أحد أن يتحدث باسمه أو يوقع نيابة عنه.

الشعب يعرف تمامًا ما يريد:

المليشيا وممولوها وأعوانها… خارج المشهد السياسي والعسكري.

غير ذلك؟ بل بس ، ولتَركب أمريكا وسدنتها وعملاءها أعلى بواخرها لتغزونا… فليس لدينا ما نخسره.

بلادنا وقد دمروها، لم يتبقَّ إلا كرامتنا

وهذه لن نفرط فيها ما دمنا نخوض معركتنا الأخيرة تحت راياتها.

*عادل الباز*

 

  • Related Posts

    السودان بين نيران نطنز ولهيب الأسواق العالمية

    *السودان بين نيران نطنز ولهيب الأسواق العالمية* ➖⬛➖ مع الساعات الأولى من يوم الجمعة 13 يونيو 2025، نفّذت إسرائيل ضربة عسكرية على منشأة نطنز النووية الإيرانية، في تطور خطير أعاد إشعال التوتر في الشرق الأوسط، لكنه أيضًا أطلق سلسلة ارتدادات اقتصادية مدوية في الأسواق العالمية. لم تكن الضربة مجرد عملية عسكرية محدودة، بل رسالة واضحة بأن المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب باتت على الأبواب، ومعها تحركت الأسواق كما لو أن الحرب قد بدأت فعلًا. أسعار النفط كانت أول من استجاب، حيث قفز خام غرب تكساس بنسبة فاقت 12% وسط مخاوف من أن تردّ إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي يمر عبره جزء كبير من إمدادات النفط العالمية. التصعيد المحتمل رفع التقديرات بأن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار أو أكثر، وهو ما سيضغط على اقتصادات العالم، خصوصًا تلك التي تعتمد على واردات الطاقة، في وقت لم تتعافَ فيه بعد من أزمات ما بعد الجائحة والحرب في أوكرانيا. المستثمرون هرعوا كعادتهم إلى الملاذات الآمنة، فارتفع الذهب إلى مستويات تجاوزت 3,400 دولار للأونصة، بدعم من التوترات الجيوسياسية وتوقعات تخفيض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر. كما ارتفع الدولار مقابل معظم العملات، وتعرضت أسواق المال في آسيا وأوروبا لخسائر سريعة. الخوف لا يحتاج إلى تبرير حينما تكون الصواريخ قد استهدفت منشأة نووية في بلد بحجم إيران، والعالم بأسره على حافة بركان. أما السودان، فهو من الدول الأكثر تأثرًا بهذه التطورات، نظرًا لوضعه الداخلي الحرج. فالاقتصاد السوداني المنهك أصلًا بفعل الحرب الدائرة في البلاد يواجه الآن أزمة إضافية. ارتفاع أسعار النفط يعني زيادة تكلفة استيراد الوقود، ما سيزيد التضخم بشكل حاد، ويُضعف الجنيه السوداني أكثر أمام الدولار. أسعار السلع سترتفع تلقائيًا، والدولة التي تفتقر للاحتياطيات ولشبكات دعم فعّالة ستكون عاجزة عن مواجهة الزيادة المتوقعة في تكاليف المعيشة. ورغم أن السودان يملك ورقة رابحة نظريًا عبر صادرات الذهب، إلا أن عدم الاستقرار الأمني يمنع تحقيق استفادة فعلية من ارتفاع أسعار المعدن الأصفر. تهريب الذهب مستمر، وسيطرة الحكومة على العائدات محدودة في ظل الحرب، ما يضيع فرصة الاستفادة من هذه الظروف العالمية الاستثنائية. وفي خضمّ هذه التحديات، لا بد من التأكيد أن السودان لا يملك ترف الانتظار أو الترقب. أي تأخير في حسم الحرب سيضاعف الكلفة الاقتصادية، وسيزيد من هشاشة الدولة والمجتمع. المطلوب اليوم استراتيجية حاسمة لإنهاء الحرب عسكريًا، واستعادة السيطرة على المنافذ الحيوية، وفرض القانون على منابع الإنتاج والصادرات، لا سيما الذهب. فالمجتمع الدولي في هذه اللحظة مشغول بأزمة الشرق الأوسط، ولن يلتفت إلى السودان ما لم يتحرك من الداخل ويعيد ترتيب أوراقه. الضربة الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية أطلقت ديناميكية جديدة في الاقتصاد العالمي، عنوانها القلق وعدم اليقين. أما السودان، فإن لم يتحرك الآن وبشكل حاسم، فقد يجد نفسه وسط إعصار لا يملك فيه لا القدرة على المواجهة ولا خيار الهروب. *محمد كمير*

    Read more

    Continue reading
    مهمة وطنية في لحظة حرجة: كيف تدعم النخب ومنظمات المجتمع المدني د. كامل إدريس في إنجاح التحول؟!

    *مهمة وطنية في لحظة حرجة: كيف تدعم النخب ومنظمات المجتمع المدني د. كامل إدريس في إنجاح التحول؟!.* ➖️◾️➖️ ▪️في لحظةٍ تتداخل فيها آلام الماضي بتحديات الحاضر، وتطلعات المستقبل، يتسلّم الدكتور كامل إدريس مسؤولية رئاسة الوزراء في السودان، محاطًا بميراث من الأزمات وفرص قليلة، ولكن ثمينة. رجل قادم من فضاء القانون الدولي والإدارة الرصينة، لكنه يواجه واقعًا محليًا معقدًا يحتاج إلى أكثر من الكفاءة الفردية. وهنا، يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن للنخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تكون سندًا حقيقيًا لهذا المسار؟ لا عبئًا إضافيًا عليه؟!. 1 *.. النخب السياسية: من الخصام إلى التوافق!.* ▪️لقد أنهك السودان صراعه النخبوي الممتد لعقود، حيث غلبت المصالح الحزبية الضيقة على الرؤية الوطنية الجامعة. اليوم، الواجب الأخلاقي والسياسي يحتم على هذه النخب أن: 🔸️تضع حدًا لخطاب الإقصاء والتشكيك المتبادل، و تلتزم بميثاق شرف وطني يدعم العملية الانتقالية. 🔸️تتبنى خطابًا سياسيًا عقلانيًا وبنّاءً يقدّم المصلحة العامة على المكاسب الفئوية. 🔸️تمنح رئيس الوزراء مساحة من الثقة والهدوء السياسي ليعمل دون ضغوط شعبوية أو مناورات حزبية. 🔸️تشارك في رسم الأولويات الوطنية من خلال الحوار لا عبر التصعيد أو التخريب. ▪️إن أخطر ما يهدد حكومة انتقالية يقودها تكنوقراط مستقلون، هو أن تتحوّل القوى السياسية إلى معاول هدم باسم المعارضة بدل أن تكون شركاء بناء باسم الوطن. 2. *منظمات المجتمع المدني: من الشكوى إلى الشراكة* ▪️هذه المرحلة تتطلب من منظمات المجتمع المدني أن تعيد تعريف دورها، لتصبح: 🔺️*أدوات ضغط إيجابي، لا صدى سلبي للشكاوى فقط.* 🔺️*شركاء في التوعية، ومراقبة الأداء، وبناء الثقة الشعبية.* على هذه المنظمات أن: 🔸️تفعّل أدوات الرقابة المجتمعية على الأداء الحكومي، بمهنية لا بعدائية. 🔸️تدعم جهود المصالحة الوطنية، والتماسك الاجتماعي، خاصة في المجتمعات المنهكة من النزاعات. 🔸️تسهم في حملات التوعية الاقتصادية، ومحاربة الشائعات التي تعرقل الإصلاح. ▪️تمد الحكومة بالمقترحات العملية والتقارير الميدانية حول أولويات المجتمعات. ▪️إن منظمات المجتمع المدني يمكن أن تكون بمثابة الأذرع الناعمة للدولة، إذا أحسنت التموضع وابتعدت عن الاستقطاب السياسي. 3. *كامل إدريس… رجل المرحلة ولكن..* ▪️يمتلك د. كامل إدريس رصيدًا دوليًا من النزاهة والكفاءة، لكن النجاح في الحكم داخل السودان لا يتوقف على المؤهلات وحدها، بل على القدرة في: ▪️إدارة التوازنات الدقيقة بين القوى المدنية والعسكرية. ▪️مخاطبة الشارع بلغة واقعية وأمل، بعيدًا عن الوعود المجانية. ▪️بناء تحالف وطني عريض يضم النخب السياسية والمجتمعية حول برنامج إنقاذ وطني حقيقي، لا مجرد حكومة تسيير أعمال. ▪️وهنا، يكون دور النخب هو منح هذا المشروع السياسي الحصانة المعنوية والسياسية، لا دفعه للفشل وتوظيفه كورقة انتخابية مسبقة. *خاتمة* ▪️هذه اللحظة ليست لحظة أشخاص، بل لحظة مصير أمة. كل الذين يراقبون المشهد من منصات الانتقاد أو المواقف المسبقة، مدعوون اليوم إلى الانخراط الإيجابي في مشروع إنقاذ السودان. فنجاح د. كامل إدريس ليس نجاحًا لحكومة مؤقتة، بل فرصة أخيرة لعودة الدولة السودانية إلى مسارها الطبيعي. *د. عبدالرؤوف قرناص*

    Read more

    Continue reading

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *